9 أفريل 1938: يوم سالت دماء الشهداء على تراب تونس واندمجت مع دموع الالهة فنبتت زهور حمراء سُميَتْ بنبضات هذا الوطن

أخبار وطنية 9 أفريل 1938: يوم سالت دماء الشهداء على تراب تونس واندمجت مع دموع الالهة فنبتت زهور حمراء سُميَتْ بنبضات هذا الوطن

نشر في 09 أفريل 2022 (13:25)

كَفَـــى لَعِبًـــا إِنَّ البِـــلَادَ مَـــــرِيــضَــةٌ وَلَيْـــسَ بِشُـــرْبِ المَــــاءِ تَنْطَفِـــئُ الحُمَّى...

هكذا خطب المناضل الوطني علي البلهوان في الحشود المتظاهرة يوم 8 أفريل 1938 لاستنهاض هممهم ومزيد تحريك النفس الوطني الذي طالما اختلجهم ليوجّهوا من خلاله فوهة المقاومة والاستبسال ضد عنجهية القوى الاستعمارية وللدفاع عن مطالبهم التي قمّعت وحُجّرت...

لكن هيهات فالنفس الوطني لا يُخرس... واليوم يمرّ اربع وثمانون عاما على أحداث 9 أفريل 1938 يوم خرج التونسيون احرارا متظاهرين حاملين في صدورهم حزمة من الامال رافعين باياديهم جملة من المطالب المنادية ببرلمان تونسيّ وحكومة وطنيّة وبسقوط الامتيازات...

يوم 8 افريل 1938... اليوم الذي سبق يوم الشرارة بل لنقل أنه كان اليوم الذي اوقد تلك الشرارة الخالدة الفارقة في تاريخ تونس... في ذلك اليوم تقدّم المناضل الخطيب علي بلهوان من أمام مقرّ الإقامة العامة الفرنسية لالقاء خطاب أمام الجماهير المحتشدة المتظاهرة والذين كان عددهم بالالاف من أهمّ ما جاء فيه: "

... جئنا في هذا اليوم لإظهار قوانا - قوة الشباب الجبارة التي ستهدم هياكل الاستعمار الغاشم وتنتصر عليه، جئنا في هذا اليوم لاظهار قوانا أمام هذا العاجز الـــذي لا يقدر أن يدير شؤونه بنفسه ويتنازل عنها.. إلى السيّد " كارتون " ذلك الغادر الذي يكيد للتونسيين الشرّ والمذلّة والمحق ويريد سحقهم في هذه البلاد لا قدّر الله!

... يا أيّها الذين آمنوا بالقضيّة التونسية، يا أيها الذين آمنوا بالبرلمان التونسي، إنّ البرلمان التونسي لا ينبني الا على جماجم العباد، ولا يقام إلاّ على سواعد الشباب! جاهدوا في الله حق جهاده، اذا اعترضكم الجيش الفرنسي أو الجندرمة شرّدوهم في الفيافي والصحاري وافعلوا بهم ما شئتم، وأنتم الوطنيّون الدائمون في بلادكم وهم الدخلاء عليكم!

بالله قولوا حكومة خرقاء سياستها خرقاء وقوانينها خرقاء يجب أن تحطّم وأن تداس، وها نحن حطّمناها ومزّقناها، فالحكومة قد منعت وحجّرت رفع العلم التونسي، وها نحن نرفعه في هذه الساحة رُغما عنها! والحكومة قد منعت التظاهر، وها نحن نتظاهر ونملئ الشوارع بجماهير بشريّة نساء ورجالا وأطفالا تملأ الجوّ هتافا وحماسا ".

فشتّان ما بين الامس والبارحة ونحن نتخبط اليوم في دوامة تعج بأبطال الخطابة الزائفة الذي صنعوا ظلهم الخفي من ورق الزور...

في يوم 9 أفريل يوم القبض على بلهوان والعديد من المناضلين، تأججت شرارة الوطنية، في ذاك اليوم انطلقت الانتفاضة... في ذلك اليوم سالت دماء الشهداء على تراب تونس واندمجت مع دموع الالهة فنبتت زهور حمراء سُميَتْ من بعدها بنبضات هذا الوطن...